العالم البريطاني ستيفن هوكينغ: اشعر بالقلق من دور القطاع الخاص في الصحة

تاريخ النشر: 2017/08/22


بي بي سي عربي- في كلمة يلقيها بمقر الجمعية الملكية للطب في لندن السبت، سيعرب عالم الفيزياء النظرية البريطاني، ستيفن هوكينغ، عن قلقه على مستقبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، مهاجما نتائج السياسات الحكومية ووزير الصحة شخصيا.

ومن المتوقع أن يتهم العالم في جامعة كامبريدج وزير الصحة جيرمي هنت بـ"انتقاء البيانات" من أجل دعم سياساته.

وسيعرب هوكينغ أيضا عن قلقه، من انخراط القطاع الخاص في منظومة هيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا.

لكن الحكومة دافعت عن أدائها في قطاع الخدمات الصحية.

وفي بيان أصدرته وزارة الصحة، بعد حصول بي بي سي على نسخة من الخطاب مقدما، أشارت الوزارة إلى ضخ مزيد من الأموال في منظومة هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وأنها صُنفت مؤخرا كمنظومة صحية عالية الأداء.

ومن المقرر أن يلقي البروفيسور هوكينغ خطابه في مؤتمر، بمقر الجمعية الملكية للطب في لندن، يناقش مستقبل هيئة الخدمات الوطنية الصحية.

يذكر أن هوكينغ مصاب خلال معظم فترة حياته بعد البلوغ بمرض العصبون الحركي، الذي أعاق حركته وقدرته على الكلام.

وسيقول هوكينغ، وهو مؤيد لحزب العمال، إن ما دفعه للحديث في المؤتمر هو الدور الذي لعبته هيئة الخدمات الصحية الوطنية في حياته.

كيف ساعدت هيئة الخدمات الصحية البروفيسور هوكينغ؟

وفي الخطاب، سيشير البروفيسور هوكينغ إلى عدد من المواقف التي وجد فيها هيئة الخدمات الصحية بجانبه.

ومن بين تلك المواقف ما حدث له عام 1985، حينما أصيب بالتهاب رئوي في سويسرا.

واقترح الأطباء هناك وقف جهاز التنفس الصناعي عنه، ومن ثم إنهاء حياته، لكن زوجته رفضت ذلك، وأعادته إلى بريطانيا، حيث أدخل مستشفى أدنبروك في كامبريدج وتلقى العلاج وشفي.

وبعد نحو 14 عاما من ذلك، خضع هوكينغ لجراحة رائدة لإعادة تشكيل الحلق في لندن، بعد أن ساءت حالته وكان يعاني لكي يأكل ويتنفس.

وسيقول: "لدي تجارب عديدة مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والرعاية التي تلقيتها مكنتني من أن أعيش حياتي كما أريد، وأن أسهم في تقدم مهم في فهمنا للكون"، وذلك في إشارة إلى نظرياته عن الثقوب السوداء وأصل الكون.

لماذا يقلق هوكينغ على مستقبل المنظومة الصحية؟

سيشير هوكنيغ في كلمته إلى قائمة ببعض التغيرات في المنظومة الصحية التي تثير قلقه، بما فيها التحرك نحو ما سماه "النمط الأمريكي من الرعاية الصحية".

وسيعرب هوكينغ عن اعتقاده بأن هناك زيادة في تقديم القطاع الخاص للرعاية الصحية، بما في ذلك استخدام موظفي هيئة الخدمات الصحية، وذلك يقود إلى الحصول على ربح من الخدمات الصحية.

ويتضمن الخطاب: "كلما نتجت أرباح من المنظومة الصحية زادت الاحتكارات الخاصة، وزادت أسعار الرعاية الصحية. يجب أن تبقى هيئة الخدمات الصحية بعيدة عن المصالح التجارية، وأن تُحمى من أولئك الذين يرغبون في خصخصتها".

وسيقول هوكينغ إن نظاما صحيا يمول من الموازنة العامة وتديره الدولة هو "الأكثر كفاءة"، ولذلك فإن من يقولون أننا لا نستطيع تمويل هيئة الخدمات الصحية الوطنية مخطئون.

ويضيف: "لا يمكنا تحمل عدم وجود هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

وسيشير الخطاب إلى اسم وزير الصحة جيرمي هنت، حسبما علمت بي بي سي.

وفي جزء عن تحرك النظام الصحي نحو نظام الخدمات على مدار الساعة، سقول البروفيسور هوكينغ إنه بينما يرغب في توفير مزيد من الخدمات خلال العطلات الأسبوعية، إلا أن الحكومة فشلت في تنفيذ "العناية الواجبة المناسبة"، خصوصا فيما يتعلق بوجود ما يكفي من الموظفين.

ومن المتوقع أن يقتبس هوكينغ من خطاب وضع اسمه عليه العام الماضي، يشرح كيفية أن السيد هنت "اختار بانتقائية" دراسة تدعم وجهة نظره.

دفاع الحكومة

لكن وزارة الصحة ردت، بالإشارة إلى أن أعداد الموظفين الذين يعملون في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في زيادة، وأنها "لا تقدم اعتذارا" بشأن التعامل مع تأثير عطلات نهاية الأسبوع.

وأوضح بيان الحكومة أن نحو ثمانية في المئة فقط من تمويل هيئة الخدمات الصحية الوطنية يذهب إلى القطاع الخاص.

وأضاف البيان أنه "رغم الأعباء الكبيرة"، فإن هيئة الخدمات الصحية الوطنية صُنفت باعتبارها "الأفضل والأكثر أمانا والأكثر معقولية في الأسعار، بين أنظمة الرعاية الصحية في 11 دولة غنية"، وذلك وفق دراسة حديثة لصندوق الكومنولث.

وأضاف البيان: "الحكومة ملتزمة تماما بنظام رعاية صحية على مستوى عالمي، مجاني في أماكن تقديم الخدمة الآن وفي المستقبل، وهذا هو السبب في دعمنا لهيئة الخدمات الصحية باستثمارات إضافية، بقيمة 8 ملايين استرليني خلال السنوات الخمس القادمة".

 


ِمشاركة


ﺇﺻﻨﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﻛﻦ ﺃﺣﺪ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ
!ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ